في خطوة تهدف إلى تعزيز حضور البحرين في قطاع الساعات الفاخرة، أُطلق أول برنامج أكاديمي متخصص في هذا المجال بالتعاون بين رائد الأعمال محمود قناطي وبوليتكنك البحرين.
وبدأ البرنامج، الذي انطلق في فبراير 2025، بمحاضرة افتتاحية تناولت أساسيات فن صناعة الساعات وتاريخها. وتم اختيار 20 طالبًا وطالبة من بين عدد كبير من المتقدمين، للمشاركة في تدريب مكثف يمتد حتى يونيو المقبل. ويغطي المنهج الدراسي مجالات متنوعة تشمل تاريخ صناعة الساعات، عمليات التجميع، التصميم، التسويق الفاخر، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التصميم.
وأوضح قناطي أن اقتصار البرنامج على 20 مشاركًا يهدف إلى ضمان تقديم تجربة تعليمية عملية عالية الجودة. وأشار إلى أن البرنامج شهد اهتمامًا لافتًا منذ الإعلان عنه في ديسمبر الماضي.
محمود قناطي، الذي يشغل منصبًا تنفيذيًا بأحد المصارف البحرينية، أسس علامة Qannati Objet d’Art عام 2019، والتي تجمع بين الحرفية التقليدية والحركات الميكانيكية السويسرية، مع إنهاء عملية التجميع في فرنسا. وحققت العلامة انتشارًا في أسواق مثل بالم بيتش وهونغ كونغ.
وفي 2024، اتجه قناطي إلى دعم التعليم المهني المحلي عبر تأسيس ورشة عمل متكاملة بالتعاون مع بوليتكنك البحرين، لتكون بمثابة قاعة دراسية ومركز إنتاج في آن واحد. وتُستخدم الورشة أيضًا لإنتاج مجموعة “Lab Edition”، وهي أول مجموعة ساعات تنتج محليًا ضمن إطار تعاون مشترك مع Qannati.
وتبدأ أسعار ساعات مجموعة “Lab Edition” من 2000 دولار أمريكي، وتتميز باستخدام الفولاذ المقاوم للصدأ والحركات السويسرية الأوتوماتيكية، إلى جانب اعتماد تقنيات التصميم بالذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد. ووفق بيانات الشركة، تم بيع أكثر من 100 قطعة منذ طرح المجموعة في نوفمبر الماضي.
الرئيس التنفيذي لبوليتكنك البحرين، الدكتور كياران أو. كاثين، اعتبر الشراكة مع قناطي فرصة نادرة لطلبة البحرين لاكتساب خبرات عملية في مجال لا يزال محدود الانتشار في المنطقة.
ويتميز البرنامج بتنوع الخلفيات الأكاديمية للطلاب، إذ تشكل النساء نحو نصف عدد المشاركين، مع تخصصات تشمل الهندسة والإعلام الرقمي. وقال الطالب مهند القصاب إن البرنامج يمثل فرصة لتحقيق حلمه بالعمل في مجال تصميم الساعات وإطلاق علامته الخاصة.
ويتضمن البرنامج تدريبًا عمليًا مع الخبير السويسري بيير كريست، الذي عمل سابقًا مع علامة Bulgari، مما يتيح للمشاركين الاطلاع المباشر على معايير الصناعة العالمية.
وقال قناطي إن هدف البرنامج لا يقتصر على تدريب صناع ساعات جدد، بل على بناء قاعدة محلية متخصصة يمكن أن تساهم مستقبلًا في تطوير صناعة الساعات بالبحرين، خاصة مع تزايد الاهتمام الإقليمي بهذا القطاع، حيث بلغت واردات الساعات السويسرية إلى منطقة الشرق الأوسط نحو 4.3 مليار دولار في عام 2024، بحسب بيانات اتحاد صناعة الساعات السويسري.
