التوقيع الرقمي والهوية الإلكترونية.. سباق مصر لبناء ثقة رقمية في عصر الذكاء الاصطناعي

​ “انقر، وقّع، تم: إحداث ثورة في الخدمات الحكومية باستخدام eKYC والتوقيع الرقمي والمنصات المتكاملة”، كان عنوان جلسة نقاشية ثرية ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا للشرق الأوسط وأفريقيا CAIRO ICT، في نسخته التاسعة والعشرين تحت شعار “AI Everywhere”.
ناقشت الجلسة التحديات والفرص المتعلقة بدمج الهوية الرقمية (eKYC) والتوقيع الإلكتروني في الخدمات المؤسسية والحكومية.
​أدار الجلسة المدير الإداري لشركة ريدفورس، محمود السبكي، الذي طرح مجموعة من التساؤلات التي ركزت على تسريع التحول الرقمي وضمان الثقة والأمان في التعاملات الإلكترونية، لجسر الفجوة الرقمية في المجتمع.
أجمع الخبراء على أن نجاح منظومة التوقيع الرقمي يعتمد على عاملين رئيسيين: بناء الثقة من خلال نماذج نجاح ملموسة، واستكمال الأطر التشريعية لخدمة المجتمع الرقمي المتنامي، خصوصاً في ظل تزايد تحديات التحقق من الهوية والأمان التي يفرضها الذكاء الاصطناعي.

​أكد الرئيس التنفيذي لشركة إيجيبت تراست، محمد كيوان، أن الحكومة تتوجه بشكل كبير لرقمنة الخدمات وتقديمها بشكل رقمي، مشيراً إلى نجاح نموذج الفاتورة الإلكترونية الذي تم تنفيذه بنجاح كبير، على الرغم من أن بعض الدول المتقدمة تكنولوجياً لا تزال تستكشف هذه التجربة.
وأشار كيوان إلى أن بناء الثقة لدى الشركات المقبلة على تنفيذ التوقيع الإلكتروني يعتمد على وجود نماذج استطاعت تنفيذ هذه المنظومة بنجاح، مشيراً إلى الدور الكبير للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات في إعطاء الثقة للتوقيع الإلكتروني في مصر.
​وقال كيوان إن مصر ليس بها مفهوم “الفجوة الرقمية” (Digital Chasm) حتى الآن لعدم وجود تشريع في الصدد، ولكن لدينا تحقق رقمي فقط، وبالتالي فإن المجتمع في حاجة إلى وجود تشريع مصري لتنفيذ الهاوية الرقمية.

قال المدير العام لشركة فيكسد إيجيبت، محمد عفيفي، إن أي منصة تحتاج إلى تحديد المتعاملين معها لعمل “الهوية الرقمية” من خلال حساب لكل شخص يستخدم المنصة سواء كانت حكومية أو خاصة.
وأوضح أن تقنيات التوقيع الإلكتروني تحدد الشخص الذي له حق التوقيع فقط. وأشار إلى أن الجاهزية هي أهم تحدٍ يواجه تطبيق خدمات التوقيع الإلكتروني، مشيراً إلى أن مصر اتخذت خطوات كبيرة في تطبيق التكامل بين الجهات لتقديم خدمات التوقيع الإلكتروني.

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أصبح موجوداً حالياً بشكل فعال في كل مراحل العمل من البداية للنهاية.

والوثائق في ظل الذكاء الاصطناعي
​أشار رئيس القطاع الفني بشركة دلتا للإلكترونيات، أحمد والي، إلى وجود أكثر من تحدٍ متعلقة بالتشريعات والإجراءات التنفيذية والتحقق من الأشخاص داخل منظومة التوقيع الإلكتروني.
وقال إن أهم التحديات هي ضرورة وجود مزيد من القوانين المنظمة للتوقيع الإلكتروني، فضلاً عن وجود فجوة في التطبيقات ونشرها، مشيراً إلى أن شركات المحمول الأربعة في مصر أصبحت تقدم خدمات رقمية من خلال شبكة عملائها على مستوى الجمهورية. وأشار والي إلى أن التكنولوجيا تشهد كل يوم شكل جديد، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي حالياً يتم استخدامه للحيل والخداع، وبالتالي على الشخص المتحقق أن يتأكد من أن الشخص هو الشخص الحقيقي وليس فقط للأشخاص، ولكن أيضاً التأكد من صحة الوثائق.
​وفي الختام، اتفق الخبراء على أن التقدم في منظومة التوقيع الإلكتروني والهوية الرقمية يتطلب تضافر الجهود التشريعية والتنفيذية والتقنية، لضمان بناء منظومة ثقة رقمية قادرة على مواكبة تحديات الجيل الجديد من التقنيات، بما فيها قدرات الذكاء الاصطناعي على محاكاة الهوية البشرية.