في تأكيد عملي على التزامه العميق بتمكين الشباب وتكريس حقوقهم في المشاركة العامة والتنمية المستدامة، نظم مجلس الشباب المصري احتفالية خاصة لتكريم أبطال العمل التطوعي عن الربع الأول من عام 2025، وذلك في مشهد جسّد روح العطاء والانتماء التي يتمتع بها شباب مصر.
جاءت الاحتفالية تتويجًا لجهود المئات من الشباب المتطوعين ضمن منظومة المجلس، حيث تجاوز رصيد كلٍ منهم مئة ساعة من العمل التطوعي المباشر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، في مجالات متعددة شملت التوعية المجتمعية، الدعم الإنساني، الحملات البيئية، وخدمة الفئات الأولى بالرعاية. وقد عكست هذه المناسبة ما يمكن أن تقدمه الطاقات الشبابية حين تُمنح الفرصة .
وفي كلمته خلال التكريم، أكد الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس الأمناء بمجلس الشباب المصري ورئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، أن هذا الاحتفاء يمثل أحد أوجه الاعتراف المؤسسي بحقوق الشباب، وفي مقدمتها الحق في التعبير والمشاركة والانخراط في القضايا العامة. وأشار إلى أن العمل التطوعي ليس ترفًا، بل هو أحد الحقوق الأساسية المرتبطة بمفاهيم المواطنة، والتنمية الشاملة، وبناء السلام الاجتماعي، وهو ما تنص عليه المواثيق الدولية، وعلى رأسها المادة (25) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تؤكد حق الأفراد في المشاركة العامة دون أي شكل من أشكال التمييز.
وأوضح الدكتور ممدوح أن منظومة التطوع التابعة لمجلس الشباب المصري تسير وفق رؤية واضحة ترتكز على مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص، وهو ما جعلها بيئة حاضنة لمجموعة متنوعة من النماذج الشبابية التي انصهرت في بوتقة واحدة أساسها القيم الإنسانية، والانتماء الوطني، والمسؤولية الاجتماعية.
وأضاف أن المجلس يرى في التطوع أحد أهم مسارات تمكين الشباب، حيث يوفر لهم مساحة للتعبير الذاتي، وفرصة للمساهمة في التغيير الإيجابي، بالإضافة إلى كونه أداة لبناء القدرات وتعزيز الثقة بالنفس. كما أشار إلى أن هذا التكريم ليس سوى خطوة أولى ضمن خطة طموحة لتوسيع مظلة المتطوعين وتفعيل دورهم في مختلف المحافظات، عبر شراكات فاعلة مع المؤسسات الوطنية والدولية.
من جانبهم، عبّر عدد من الشباب المكرّمين عن امتنانهم العميق لهذا التكريم، الذي وصفوه بأنه اعتراف حقيقي بجهودهم وبدورهم في خدمة المجتمع. وأكدوا أن العمل التطوعي ضمن مجلس الشباب المصري لم يكن مجرد نشاط إضافي، بل مسارًا عزّز من كرامتهم، ومنحهم صوتًا وتأثيرًا حقيقيًا في الشأن العام، كما مكّنهم من تطوير مهاراتهم وبناء علاقات إنسانية متينة.
واختتمت الاحتفالية بتوزيع شهادات تقدير على المكرمين، والتقاط صور تذكارية جماعية، وسط أجواء إيجابية عكست روح الفريق الواحد والإيمان العميق بدور الشباب كشريك أساسي في بناء الحاضر وصياغة المستقبل.
