في خطوة تعكس تنامي ثقة المستثمرين الدوليين في قدرات مصر التكنولوجية والصناعية، تشهد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تنفيذ مشروعين صناعيين عملاقين بتمويل صيني، يركزان على إدخال تقنيات حديثة في صناعة الغزل والنسيج، مما يعزز من موقع مصر كمركز إقليمي لإنتاج وتصدير المنسوجات عالية الجودة.
يأتي المشروع الأول من تنفيذ شركة Bridge Textile International Egypt، التي شرعت في إقامة مجمع صناعي متكامل على مساحة 40 ألف متر مربع، وبإجمالي استثمارات تتجاوز 25 مليون دولار. ويعتمد المجمع على أحدث التقنيات في خطوط الإنتاج، حيث يضم 18 خطًا للغزل، وأكثر من 100 خط لإنتاج الأقمشة، إلى جانب 6 خطوط متخصصة للطباعة والصباغة. ويتميز المشروع بتكامله التكنولوجي، إذ يغطي كامل سلسلة التصنيع، من الألياف الخام إلى إنتاج الأقمشة التامة الصنع، بطاقة سنوية تبلغ 25 مليون متر من الأقمشة، و105 آلاف طن من الألياف الصناعية.
ويُتوقع أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في نقل التكنولوجيا الصينية إلى السوق المصرية، حيث يعتمد على خطوط إنتاج ذكية، تتيح مراقبة الجودة والتحكم في العمليات الإنتاجية رقمياً، مما يرفع من كفاءة التصنيع ويقلل من معدلات الهدر. ومن المنتظر أن يسهم في توفير 500 فرصة عمل مباشرة، و1000 فرصة غير مباشرة، مع توجيه 80% من الإنتاج للتصدير إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية.
وأوضح زانج لي هوا، مدير شركة “Bridge-Tex”، أن المشروع سيحقق مبيعات سنوية تصل إلى 120 مليون دولار، بينها 100 مليون دولار من النقد الأجنبي، مؤكدًا أن نموذج العمل القائم يجمع بين الميزة التنافسية لموقع مصر الجغرافي والبنية التحتية الصناعية المتقدمة، والتكنولوجيا الصينية المتطورة، والأسواق العالمية المستهدفة.
أما المشروع الثاني، فتتولاه شركة F-TEX INTERNATIONAL، على مساحة 55 ألف متر مربع، وباستثمارات تقدر بنحو 30 مليون دولار، لإقامة مصنع متخصص في إنتاج ألياف البوليستر المشدودة (DTY)، وهي مادة أساسية في صناعة الأقمشة الحديثة، وتُستخدم في منتجات المنسوجات التقنية والرياضية.
المصنع الجديد يضم 60 خط إنتاج عالي الكفاءة، ويعتمد على أحدث أنظمة التشغيل والتحكم الآلي، ويستهدف إنتاج 130 ألف طن سنويًا، مع توفير نحو 400 فرصة عمل مباشرة. ومن المقرر أن يدخل المشروع مرحلة التشغيل الكامل بحلول نهاية عام 2027، مع تحقيق عائدات تصديرية تُقدر بـ150 مليون دولار سنويًا.
وفي هذا السياق، أشار لو شين رانج، مدير شركة “F-Tex”، إلى أن المشروع لا يمثل فقط توسعًا صناعيًا، بل يعكس اندماجًا حضاريًا وتقنيًا بين مصر والصين، من خلال الجمع بين الخبرة التكنولوجية الصينية وكفاءة العمالة المصرية. كما أثنى على الدور المحوري الذي تلعبه المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في تهيئة بيئة استثمارية مستقرة ومرنة.
تعكس هذه المشروعات الصناعية الجديدة التحول المتسارع في اعتماد التكنولوجيا الحديثة في قطاع الغزل والنسيج بمصر، مما يسهم في تعزيز تنافسية المنتج المصري عالميًا، ويعيد رسم خريطة الصناعات التحويلية ضمن استراتيجية الدولة للتحول الرقمي والنهوض بالصادرات.
الرابط المختصر: http://economy-live.com/?p=64793