شهد السيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى احتفالية الانتهاء من المرحلة الأولى من البرنامج القومى لتنمية مهارات اللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية وإطلاق المرحلة الثانية، بالشراكة مع منظمة يونيسف وبدعم من التعاون الألماني ممثلًا في البنك الألماني للتنمية (KfW).
جاء ذلك بحضور نتاليا ويندر روسي ممثلة يونيسف في مصر، والدكتورة سحر الشافعى رئيس المجلس القومى للطفولة والأمومة، والدكتورة ميرفت الديب عضو المجلس الاستشارى لعلماء وخبراء مصر، والسيد شيراز شاكرا رئيس قسم التعليم فى يونيسيف، والدكتورة أميرة فؤاد مدير ببرنامج التعليم في يونيسف، والإعلامي أسامة كمال وعدد من مسئولي الجهات الدولية المشاركة.
وحضر من الوزارة، الدكتور أحمد ضاهر نائب وزير التربية والتعليم، والدكتور رمضان محمد مساعد الوزير للامتحانات والتقويم التربوى، والدكتور أحمد المحمدى مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة والمشرف على الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والدكتورة هانم أحمد مستشار الوزير للعلاقات الدولية، والدكتورة هالة عبد السلام رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، والأستاذة نادية عبدالله رئيس الإدارة المركزية لشئون المعلمين، والأستاذ محمد عطية رئيس الإدارة المركزية للتعليم بمصروفات، ومديرى المديريات التعليمية، وعدد من القيادات التعليمية.
واستهدف البرنامج تحسين مهارات القراءة والكتابة لدى طلاب المرحلة الابتدائية (من الصف الثالث وحتى السادس الابتدائي) في المدارس الحكومية.
وفي كلمته، رحب السيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى بالسادة الحضور، معربًا عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الهام، كما أعرب الوزير عن خالص الامتنان لليونيسف، وبنك التنمية الألماني (KFW)، وجميع الشركاء لتعاونهم الذي جعل من تنمية مهارات القراءة والكتابة ليس مجرد أولوية وطنية، بل واقعًا حيًا يعيشه ملايين الأطفال المصريين.
وأكد وزير التربية والتعليم أن هذا البرنامج يتميز بخصوصية كونه تم إعداده مع المعلمين، لا من أجلهم فقط، فقد شارك المعلمون المصريون بنشاط في تصميم ومراجعة برنامج تنمية مهارات القراءة والكتابة بالتعاون مع اليونيسف، وبما أنهم ساهموا في صياغته، فإنهم يشعرون بالمسؤولية تجاهه، وبما أنهم يتبنون تطبيقه، فقد حقق النجاح.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة حشدت كل الموارد، من معلمين، وموجهين، والإدارات التعليمية بالمحافظات، ودمجت البرنامج في منصة التنمية المهنية المستمرة الخاصة بها، حيث أصبح تعليم مهارات القراءة والكتابة جزءًا من الهوية المهنية لمعلمينا، ومدمجًا في الممارسات اليومية وفي ثقافة مدارسنا، مؤكدًا أنه بالتعاون مع اليونيسف، عززنا هذه الجهود من خلال تطوير منهج اللغة العربية من رياض الأطفال وحتى الصف الثامن، لتقوية المهارات اللغوية الأساسية، كما قمنا بتجديد مناهج الدراسات الاجتماعية (للصفوف من الرابع إلى الثامن) واللغة الإنجليزية (من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر)، لضمان أن يتعلم كل طفل ضمن إطار مترابط، متدرج، ومتوافق مع المعايير العالمية.
كما أكد السيد الوزير محمد عبد اللطيف أن تنمية مهارات القراءة والكتابة هي المحور الأساسي الذي يربط بين جميع المواد، وجميع الصفوف، وجميع المتعلمين، قائلًا: “نعمل على تحسين بيئة التعلم من خلال خفض كثافة الفصول الدراسية وزيادة معدلات الحضور، فكل طفل يستحق مساحة يمكنه فيها التركيز والمشاركة والنمو، كما أن تقليل عدد الطلاب في كل فصل، وزيادة الحضور في كل حصة، يعني نتائج تعليمية أقوى ومستقبلاً أكثر إشراقًا”.
وتابع الوزير أنه في الوقت نفسه، قامت الوزارة بإعادة طلاء غالبية المدارس الحكومية وزرع المزيد من المساحات الخضراء كخطوة أولى نحو تحسين البنية التحتية، مؤكدًا أن المدرسة المضيئة، النظيفة، والخضراء ليست مجرد مبنى، بل هي مكان آمن وملهم يتعلم فيه الأطفال بفخر وسعادة.
وتابع الوزير أن الوزارة قامت بإحداث نقلة نوعية في التعليم الفني والمهني، مشيرًا إلى أنه لأول مرة، حصل طلاب التعليم الفني والتدريب المهني على كتب دراسية مصممة خصيصًا لبرامجهم، سواء في مجالات الزراعة أو التجارة أو السياحة والفندقة أو الصناعة أو مدارس التكنولوجيا التطبيقية.
وأكد الوزير أنه من خلال الشراكات الدولية مع إيطاليا وألمانيا واليابان، تقوم الوزارة بمواءمة مسارات التعليم الفني في مصر مع المعايير الدولية، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق مع الجانب الإيطالي على تطبيق نموذج (ITS) في مصر، مما يعني أن الخريجين سيحصلون على شهادة معتمدة من إيطاليا، تعادل في قيمتها تلك التي تُمنح في مؤسسات الـ ( ITS ) داخل إيطاليا.
وفي ذات السياق، أشار وزير التربية والتعليم إلى أنه تم توسيع نطاق التعاون في مجال التعليم الفني مع وزارة التربية والتعليم اليابانية وحكومة طوكيو المحلية، مؤخرًا، من خلال مؤتمر “تيكاد 9″، وكذلك تعزيز نموذج المدارس المصرية اليابانية الناجح، الذي يجمع بين الانضباط والالتزام الأكاديمي والتربية على القيم وبناء الشخصية، مؤكدًا أن هذه الشراكات لا تقتصر على المهارات فحسب، بل تتعلق أيضًا بقيم تنمية مهارات القراءة والكتابة، والانضباط، وإتاحة الفرص، علمًا بأنه لا تقف أي من هذه الإنجازات بمفردها، فهي ثمرة شراكات قوية ومستدامة.
وتوجه السيد الوزير محمد عبد اللطيف بالشكر إلى اليونيسف، وبنك التنمية الألماني (KFW)، وجميع المتعاونين الذين عملوا مع الوزارة عن قرب من أجل تعزيز المهارات الأساسية، مؤكدًا أن هذا التعاون ليس في الجانب التقني فقط، بل هو تعاون إنساني عميق، فمعًا، نمنح كل طفل حق القراءة، وفرصة التعلم، والثقة في النجاح.
وأضاف الوزير أنه بينما نحتفل بهذه الإنجازات، فإننا نتطلع إلى المستقبل بعزيمة وإصرار، مشيرًا إلى أن نظام البكالوريا المصري، والتوسع المستمر في مسارات التعليم الفني، وتجديد مناهجنا الوطنية، سترتكز جميعها على أساس واحد وهو تنمية مهارات اللغة العربية، فمن دون مهارات القراءة والكتابة، لا يمكن لأي منهج، أو إصلاح، أو ابتكار أن يستمر.
وفي ختام كلمته، أكد الوزير أن العام الماضي أثبت ما يمكن تحقيقه عندما يتحد المعلمون والوزارات والشركاء حول رسالة مشتركة، فمعًا نجحنا في إزالة العوائق، ورفع المعايير، وتوسيع الآفاق، ومعًا، سنواصل وضع تنمية مهارات القراءة والكتابة في قلب عملية التحول التعليمي في مصر من أجل أطفالنا، ومن أجل وطننا، ومن أجل الأجيال القادمة.
وفى كلمة مسجلة، أعربت الدكتورة بيا بيريتو، المدير العالمي للتعليم وتنمية النشء في منظمة اليونيسف، عن سعادتها بالمشاركة في الحدث رفيع المستوى الخاص بالبرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية للمرحلة الابتدائية، موجهة خالص التهاني إلى حكومة جمهورية مصر العربية ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على نهجها القوي والمتعدد المحاور، وما تبديه من عزيمة في مواجهة أزمة التعلّم.
وأكدت الدكتورة بيريتو في كلمتها أن التزام مصر وحماسها والإجراءات الملموسة التي اتخذتها تسهم في إحداث تغيير حقيقي للأطفال، مشيرة إلى ما تحقق من تعزيز للتقييمات الوطنية ونتائجها، وتجربة البرامج العلاجية وأثرها، وتطوير كتب عالية الجودة لتنمية مهارات اللغة العربية، إلى جانب الاستثمار في التنمية المهنية لمعلمي اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية، تمثل حلولاً قائمة على الأدلة، وقد أظهرت مصر من خلال التجربة العملية ما يمكن تحقيقه على أرض الواقع عند تطبيق مثل هذه الحلول على المستوى القومي وبنطاق واسع.
وأوضحت أن اليونيسف تعمل جنبًا إلى جنب مع شركائها بعزم وقوة لتغيير هذا الواقع، وضمان حصول كل طفل على المهارات الأساسية التي يحتاج إليها، وذلك من خلال التعاون مع الحكومات والشركاء الوطنيين عبر الإجراءات القائمة على الأدلة والبيانات، والاستثمارات، والشراكات الضرورية لتحقيق نتائج ملموسة للأطفال في التعليم.
واستعرضت الدكتورة بيريتو خمس آليات حاسمة يمكنها إحداث تحول جذري في مواجهة أزمة التعلّم، وهى الاستثمار في البرامج الأقوى تأثيرًا، من خلال التركيز على الأساليب التدريسية المنهجية، والتعليم على المستوى الصحيح، والبرامج العلاجية، مع تمكين المعلمين، وتقوية الأنظمة التعليمية بما يسمح بتوسيع نطاق هذه البرامج مستقبلًا وضمان استمراريتها على المدى الطويل، وتتبع التقدم المحرز باستخدام أدوات مثل “مؤشر أداء المهارات الأساسية” بما يسهم في تحديد الثغرات وسدها، وتطبيق علوم التعلم وضمان حصول المعلمين على التدريب المستمر والموارد والدعم اللازم لتمكين كل طفل من النجاح، والاستفادة من قوة التكنولوجيا باعتبارها أداة تمكينية لتعزيز فعالية التعليم والتعلم، وليس كبديل أو حل سحري.
واختتمت كلمتها، مؤكدة أن التقدم الذي حققته مصر حتى الآن ملهم، وأن الطريق لا يزال مليئًا بالفرص، مشددة على أن الاستمرار في إعطاء هذا التحدي أولوية، والاستثمار فيه بثبات وحكمة، إلى جانب إيجاد الحلول المبتكرة، من شأنه أن يضمن حصول كل طفل في مصر على المهارات الأساسية اللازمة للتعلّم مدى الحياة وبناء مستقبل أكثر إشراقًا.
ومن جانبها، أكدت نتاليا ويندر روسي، ممثلة يونيسف في مصر ، في كلمتها، أن التعلم الأساسي هو الباب الذي يقود الأفراد والمجتمعات إلى التقدم، فهو ليس فقط حق أصيل لكل طفل ولكنه أيضاً الاستثمار الأكبر مردوداً في مستقبل الأطفال وبناء المجتمع، مشيرة إلى أن منظمة يونيسف تثمن شراكتها الممتدة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ويسعدنا أن نشهد اليوم معاً نجاح المرحلة الأولى من البرنامج الوطني لتنمية مهارات اللغة العربية لطلبة المرحلة الابتدائية.
وأعربت ممثلة يونيسف في مصر عن امتنانها الكبير في يونيسف للدعم الكبير المقدم من التعاون الألماني ممثلاً في البنك الألماني للتنمية (KFW) في تنفيذ هذه المرحلة، وكذلك دعمهم المستمر في المرحلة الثانية والتي ستشهد التوسع في تنفيذ البرنامج الوطني بقيادة الوزارة بالتعاون مع يونيسف ليشمل ألف مدرسة إضافية في عشر محافظات جديدة.”
وخلال الاحتفالية تم عرض فيديو يوضح آراء وشهادات للأطفال وأولياء الأمور حول استفادتهم من البرنامج، والذين أعربوا عن شكرهم والاستفادة القصوى للطلاب لتحسين مستواهم فى القراءة والكتابة وتقوية مهاراتهم.
وشهدت الاحتفالية تكريم المحافظات التى حققت أعلى نسب تحسن فى مهارات اللغة العربية وهى، الاسكندرية والتى حصلت على المركز الأعلى فى تحقيق أعلى النسب، ومحافظة أسوان، ومحافظة أسيوط، محافظة الاسماعيلية، ومحافظة القاهرة، ومحافظة الجيزة، ومحافظة دمياط، ومحافظة سوهاج، ومحافظة شمال سيناء، ومحافظة الفيوم.
الرابط المختصر: http://economy-live.com/?p=70911