أوقد وزير الثقافة الأردني مصطفى الرواشدة، مساء السبت 23 أغسطس 2025، شعلة مهرجان الفحيص – الأردن تاريخ وحضارة في دورته الثانية والثلاثين، خلال حفل الافتتاح الذي أقيم على “مسرح القناطر” بمدينة الفحيص، بحضور جمهور غفير من أبناء المدينة ومحبي المهرجان، إلى جانب الضيوف الرسميين من الشخصيات الثقافية والفنية.
وأكد الوزير الرواشدة في كلمته الافتتاحية أن مهرجان الفحيص يشكل علامة بارزة في المشهد الثقافي الأردني والعربي، بفضل شعاره الثابت “الأردن تاريخ وحضارة” الذي يعكس أصالة المملكة وتنوعها الثقافي. وأضاف أن مدينة الفحيص ليست مجرد مكان يحتضن المهرجان، بل هي لوحة فسيفسائية تنبض بالحياة، تجمع بين التاريخ العريق والحداثة، وتغدو رمزًا للتعايش والمحبة والسلام.
ووصف الرواشدة الفحيص بأنها “بلدة الزيتون والنور”، حيث تتمايل بيوتها الحجرية مثل قصيدة عشق أبدية، وتستيقظ على صوت الألفة والطمأنينة، وتغفو على ضوء القمر المنعكس على صخورها البيضاء، وأشار إلى أن نجاح مهرجان الفحيص على مدى أكثر من ثلاثة عقود هو ثمرة تلاقي الأصالة مع الإبداع، وإصرار المجتمع المحلي على جعل مدينتهم مركزًا ثقافيًا وفنيًا مفتوحًا على التجارب الأردنية والعربية والعالمية.
وأوضح وزير الثقافة أن المهرجان لم يعد مجرد فعالية محلية بل ارتقى إلى مصاف المهرجانات الوطنية والعربية، بما يقدمه من برنامج متنوع يشمل الموسيقى والغناء والشعر والفنون التشكيلية والحرف اليدوية والمعارض الثقافية. وقال إن الفحيص بتاريخها وإرثها ومبدعيها وفنونها شكّلت حاضنة مثالية لنجاح المهرجان، مؤكداً تطلعه لأن تكون التجربة نموذجًا يُحتذى في المدن والبلدات الأردنية الأخرى.
أكد أيمن سماوي، المدير التنفيذي لمهرجان الفحيص، أن المهرجان لم يكن يومًا مجرد مناسبة فنية عابرة، بل أصبح “ذاكرة وطن ومرآة حضارة”، يجمع الماضي بالحاضر في لوحة ثقافية متكاملة. وأضاف أن الدورة الثانية والثلاثين تواصل رسالة المهرجان في دعم الإبداع بكافة أشكاله من شعر وموسيقى وفنون تشكيلية وحوارات فكرية، لتكون رسالة محبة من الفحيص إلى الأردن، ومن الأردن إلى العالم العربي.
كما ألقت سمر الداوود، نيابة عن رئيس لجنة بلدية الفحيص عماد الحياري، كلمة رحبت خلالها بالجمهور، مؤكدة أن مهرجان الفحيص تحول عبر أكثر من ثلاثين عامًا إلى منصة ثقافية شاملة، ورسالة حضارية تعكس مكانة الأردن كمنارة للإبداع وملتقى للحضارات ونموذج للتسامح والعيش المشترك.
وشهد الحفل تقديم درع تكريمي من إدارة المهرجان لوزير الثقافة مصطفى الرواشدة، على شكل حصان يرمز إلى مدينة الفحيص، عرفانًا بدوره في دعم المشهد الثقافي والفني.
مشهدية موسيقية شعرية
وتخلل الافتتاح عرض فني مسرحي موسيقي بعنوان “حبيب جريس”، استحضر روح الشاعرين الراحلين جريس سماوي وحبيب الزيودي عبر مزيج من الحوار الدرامي والأرشيف البصري والأداء الغنائي. جسدت الفنانة رشا حداد صورة جريس سماوي شعراً وأداءً، فيما شارك محمد حبيب الزيودي باستحضار إبداع والده. وتنوعت اللوحة الفنية بين المقاطع الغنائية بصوت نانسي بيترو وسعد حطيبات، ومشاركة فرقة مجدل الاستعراضية، مع رؤية إخراجية متكاملة وضعها الدكتور محمد واصف، لتتحول المشهدية إلى احتفاء بالذاكرة الثقافية الأردنية.
فعاليات اليوم الثاني
وتستمر فعاليات المهرجان اليوم الأحد 24 أغسطس 2025، حيث يشهد المنبر الثقافي في المتحف الكنسي ندوة “ركن شخصية المهرجان” التي تحتفي بالراحل الدكتور معروف البخيت بمشاركة شخصيات سياسية وثقافية بارزة. وفي المساء، يقدم مسرح القناطر حفلاً غنائياً يشارك فيه الفنان الأردني باسل خريسات وفرقة تكات السورية، بينما تستضيف “دارة حمزة” المطبخ الشعبي مع فقرة غنائية للفنان لينال المصري.
بهذا يواصل مهرجان الفحيص – الأردن تاريخ وحضارة ترسيخ مكانته كأحد أبرز المهرجانات الثقافية العربية، جامعًا بين الفنون والذاكرة والإبداع في إطار يكرس صورة الأردن كحاضنة للتنوع الثقافي ورسالة محبة وسلام.
الرابط المختصر: http://economy-live.com/?p=68602