شارك الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، اليوم، في فعاليات الاحتفالية المقامة بمناسبة مرور 123 عامًا على إطلاق خدمة الإسعاف في مصر، بمقرها الرئيسي في مدينة السادس من أكتوبر، والتي حضرها الدكتور/ خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، وعدد من الوزراء والمحافظين ونواب البرلمان، والدكتور عمرو رشيد، رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية.
كما حضر الاحتفالية عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية لدى مصر، وعدد من رموز العمل الصحي والمصرفي، وأعضاء مجالس إدارات عدد من الشركات العالمية العاملة داخل مصر.
وقبل بدء فعاليات الاحتفالية، حرص رئيس مجلس الوزراء على التقاط صورة تذكارية جماعية، ضمت نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، ورئيس هيئة الإسعاف المصرية، وعدد من كوادر الهيئة، وممثلي الأطقم الإسعافية في مصر، ثم شاهد الدكتور مصطفى مدبولي في بهو مقر الهيئة مجموعة من المركبات التاريخية التي تشير إلى نماذج للعربات الأولى للإسعاف في مصر، بالإضافة إلى عدد من الوثائق التاريخية التي يعود تاريخها لبداية القرن الماضي.
ثم توجه رئيس الوزراء لمقر الاحتفالية، مؤكدا الدور المهم والحيوي لهيئة الإسعاف كشريك أساسي في النظام الصحي، باعتبارها خط الدفاع الأول لإنقاذ حياة الإنسان المصري، كما أنها تعد جزءا لا يتجزأ من المنظومة الصحية في إدارة الأزمات والكوارث، وكذلك المشاركة الفعالة في تقديم خدمات المبادرات الصحية، فضلاً عن دورها الإقليمي في إغاثة الأشقاء الذين استقبلتهم الدولة المصرية من عدد من دول المنطقة، من بينهم أشقاؤنا في فلسطين والسودان وعدد من الدول المجاورة إزاء الأحداث الأخيرة.
فيما أكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، أن هيئة الإسعاف المصرية تشهد تطورًا ملحوظًا ومستدامًا بمرور الزمن، فمنذ نشأتها وهي تسير بخطى ثابتة نحو التميز، مشيرا إلى أننا نرى أمامنا اليوم نموذجًا مشرفًا للخدمات الطارئة تعتمد على التدريب المستمر والتقنيات الحديثة، والوسائل المجهزة بأعلى مستوى.
وأعرب الدكتور خالد عبد الغفار عن فخره واعتزازه بجميع العاملين في هيئة الإسعاف المصرية، الذين يعملون في أصعب اللحظات ويسابقون الزمن لإنقاذ حياة المواطنين، موجهًا الشكر لجهودهم المبذولة، ومؤكدًا لهم استمرار تقديم مختلف سبل الدعم؛ ليظلوا قادرين على أداء رسالتهم النبيلة.
وخلال كلمته بالحفل، وجه الدكتور خالد عبد الغفار التحية للدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة الأسبق، مرجعا الفضل إليه في صدور القرار الجمهوري رقم ٣٩ لسنة ٢٠٠٩ بتحويل هيئة الإسعاف إلى هيئة خدمية عامة، مشيرا إلى أن ذلك اقترن بتوافر ميزانية جيدة، وبناء أطر التعاون مع أفضل الشركات والمنظمات العالمية، وكذلك التعاقد مع عدد من الشركات العالمية، وهو ما أسهم في منح القدرة على بدء رحلة التطوير التي بدأت انطلاقتها الحقيقية في عام ٢٠١٤، حيث كان لدعم فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أكبر الأثر في دعم قدرات القطاع الطبي، وفي مقدمته هيئة الإسعاف، ودعمها بآلاف السيارات الجديدة والمجهزة، وهو اهتمام غير مسبوق على المستوى الوطني، مشيرا إلى أنه يتم العمل باستمرار على التطوير والتوسعة وتقليل زمن الاستجابة؛ لخدمة المواطنين.
من جانبه، أوضح الدكتور عمرو رشيد، رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية، أن هذه الاحتفالية تعد نقطة الانطلاق لمنظومة إسعاف جديدة بسواعد وعقول مصرية خالصة، هدفها الأول بث الطمأنينة والأمان بين جميع أبناء مصر، عبر خدمات إسعافية فعلية لإنقاذ حياة المواطن في الظروف الصحية الطارئة، مشيرًا إلى الاهتمام البالغ الذي تلقته منظومة الإسعاف المصرية خلال الفترة الأخيرة والذي تُوج بالتعاقد على أكبر صفقة مركبات إسعافية بعدد 1000 سيارة إسعاف دفعة واحدة، تُعد هي الأحدث عالميًا، والتي حملت شعار “أسطول إسعاف حياة كريمة”، وما تلاها من توجيهات لتطوير منظومة الاتصالات وميكنتها لتغطي جميع مناطق الجمهورية.
وخلال الاحتفالية، تم تدشين عددٍ من المشروعات الإسعافية، التي تهدف إلى تحسين تقديم خدمات الإسعاف والرعاية الصحية الطارئة للمواطنين، وخلال ذلك افتتح الدكتور مصطفى مدبولي المبنى الجديد لرئاسة هيئة الإسعاف المصرية، والذي يقع على مساحة 8 أفدنة بمدينة السادس من أكتوبر، ويضم أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويُدار وفق آليات تشغيل الأبنية الذكية، للحفاظ على وتيرة سير العمل وانضباطه وقياس معدلات الأداء بدون تدخل العنصر البشري.
كما شهدت الاحتفالية تدشين أول مركز تلقي اتصالات حكومي “كول سنتر” بمقر الهيئة بمدينة السادس من أكتوبر بسعة 186 كرسيًا، والذي يضم أحدث التقنيات والمواصفات الفنية التي تطبقها شركات التعهيد العالمية، وكذلك نجاح تشغيل النظام الذكي للتوجيه والتحكم بأسطول المركبات، والذي يتم عبر استخدام أجهزة لوحية (تابلت) متطورة تسهم في نقل البيانات من غرف القيادة والتحكم إلى سيارة الإسعاف بشكل مباشر، بالإضافة إلى إطلاق تطبيق “إسعفني” وهو أول تطبيق إسعاف للهواتف الذكية بـ 13 محافظة كمرحلة أولى لطلب خدمات الإسعاف غير الطارئة، حيث يتيح للمواطن طلب الخدمة الإسعافية غير الطارئة وحجزها بشكل مسبق ومتابعة خط سير السيارة عبر إشعارات التطبيق.
كما تم، خلال الاحتفالية، الإعلان عن الانتهاء من صناعة وتجهيز أول 3 لانشات إسعاف بحري مصري من أصل 6 لانشات جارٍ العمل على الانتهاء من صناعتها، والتي تجمع بين أحدث تقنيات الملاحة البحرية والتجهيزات الإسعافية وذلك لخدمة رواد السواحل المصرية، لتوفير أجواء آمنة لحركة التجارة والسياحة التي تذخر بها الشواطئ المصرية، وكذلك افتتاح المركز القومي للتدريب التابع لهيئة الإسعاف والحاصل على شهادة الأيزو.
وفي ختام الاحتفالية، شهد رئيس مجلس الوزراء تكريم عدد من رموز العمل الإسعافي داخل مصر، ممن أسهموا في إعلاء وإرساء قيم العمل، فضلاً عن تكريم عدد من أبناء هيئة الإسعاف، ممن شاركوا في إنقاذ عشرات من المصابين والحالات المرضية الطارئة، وإسهامات بعضهم في صون أمانات بعض المصابين أثناء نقلهم للمستشفيات، كما تم تكريم الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة الأسبق.