نظمت جامعة مصر للمعلوماتية احتفالية خاصة بمقرها في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة بمناسبة احتفالات مصر بانتصارات حرب 6 أكتوبر 1973، حضرها عمداء الكليات الأربعة التابعة للجامعة وأعضاء هيئة التدريس وعدد كبير من الطلاب والطالبات، حيث القى الدكتور أحمد حمد القائم بأعمال رئيس جامعة مصر للمعلوماتية محاضرة بعنوان “ذكرياتي مع حرب أكتوبر”، عرض خلالها عددا من دروس نصر أكتوبر العظيم، التي استفاد منها في حياته العملية، داعيا المشاركين في الاحتفالية للتأسي بهذه الدروس في حياتهم العملية والاجتماعية لان هذه الدروس تؤكد انه “لا مستحيل مع العلم”.
وعرض الدكتور أحمد حمد عددا من الدروس التي تعلمها على مدي حياته العملية منذ تخرجه من الكلية الفنية العسكرية عام 1966 مرورا بمشاركته في حرب 1967 وحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر 1973، ثم رحلته في الحياة المدنية كأستاذ دكتور متخصص في “تحليل الأنظمة الإلكترونية” والتي امتدت من عام 1996 وحتى الآن.
وقال الدكتور أحمد حمد ان اولي تلك الدروس والتي تعلمها من حياته في القوات المسلحة انه لا توجد أي مشكلة دون حل، فأي مشكلة واجهتنا في أي مرحلة من مراحل حربي الاستنزاف واكتوبر 1973 تغلبنا عليها بالعلم، وتفكيرنا خارج الصندوق، واستماعنا لآراء جميع أعضاء فريق العمل وحتي الأحدث سنا فالكل شارك برايه، وهذه الروح هي التي حققت الإنجازات التي تفخر بها مصر وقواتنا المسلحة خاصة في العبور العظيم، وهي مرحلة تجلت فيها عبقرية المصريين واعتمادهم علي التخطيط الشامل الذي يغطي كل الجوانب، والاعتماد علي فكر المهندسين والمتخصصين من أبناء الكلية الفنية العسكرية، الذين ضربوا أروع نماذج الفداء.
وتناول عددا من الإنجازات التي شرف بالمساهمة فيها ضمن فريق من المهندسين وخبراء الكلية الفنية العسكرية، مثل تغلبهم علي تنوع مصادر تسليح القوات الجوية شرقا وغربا، وبالتالي صعوبة تعرف وحدات الدفاع الجوي المعتمدة علي السلاح الشرقي علي الطائرات الغربية التي تسلمتها مصر قبل حرب 1973، حيث نجح فريق من مهندسي الفنية العسكرية في حل تلك المشكلة واوجدنا نظام الكتروني مصري لا شرقي ولا غربي للتعرف علي جميع وحدات اسطول الطيران المصري، لافتا الي ان هذا الإنجاز يعكس درسا مهما وهو اننا قادرون علي ايجاد تكنولوجيا مصرية تلبي احتياجاتنا الحقيقية.
وضرب مثلا اخر بنجاح مصر في إيجاد تكنولوجيا مصرية تتمثل في ابتكار المهندسين نظام الكتروني لتحسين دقة ضربات المدفعية، حيث يأخذ في حساباته، حالة الجور في طبقات الجو في مجال الاطلاق، والتي يتسبب عدم مراعاتها في عدم دقة المدفعية.
وأوضح انه عبر مسيرته في الحياة المدنية والممتدة نحو 29 عاما تؤكد أهمية دروس حرب أكتوبر، خاصة العمل بروح الفريق والاعتماد علي التخطيط الدقيق والشامل والانضباط، وأيضا أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، وهو الدافع الأول وراء انشاء الدولة سلسلة من كليات علوم الحاسب والاتصالات، لإدخال التطبيقات التكنولوجية الحديثة في التعليم العالي وسوق العمل المصرية، لافتا الي انه عقب تقاعده من العمل بالقوات المسلحة عام 1996، شرف باختياره للتدريس في اول كلية لعلوم الحاسب بجامعة عين شمس حيث تدرج في مستوياتها الاكاديمية الي ان تم اختياره وكيلا للكلية، حيث استفاد من حياته العسكرية في التخطيط لعمل الكلية من خلال وضع خطة لمدة 5 سنوات، جعلت منها نموذج يحتذي به في الكليات المثيلة، ناهيك عن حرصه علي تعيين 23 معيدا بالكلية حاليا يمثلون عماد عمل الكلية.
وقال ان جامعة مصر للمعلوماتية ستكثف جهودها في الفترة المقبلة، في مجال البحث العلمي، وزيادة الموارد والامكانيات المخصصة له، لتشجيع أعضاء هيئة التدريس وجميع الطلاب والطالبات، لزيادة مساهمتهم في البحث العلمي وابتكار برامج ومشروعات بالتقنيات الحديثة تخدم المجتمع والاقتصاد القومي، بحيث نصبح منتجين للعلم والتكنولوجيا وليس فقط مستهلك له، فمصر وشبابها قادرون على تحقيق المستحيل.
واختتم الدكتور أحمد حمد كلمته بتوجيه نصيحة للطلاب والطالبات بانه لا توجد صعوبات في تحصيل العلم، وهي الحكمة التي تعلمها اثناء دراسته بفرنسا للحصول علي درجة الدكتوراه، فبسبب عدم المامة في بداية بعثته للغة الفرنسية واجه صعوبات خاصة ان احد الأساتذة الفرنسيين والمشرف علي رسالته للدكتوراه منحه مهلة شهر فقط يمكنه خلاله توجيه أسئلة باللغة الإنجليزية، وسيرد عليه استاذه باللغة الفرنسية، وهو ما ضغطه لسرعة تعلم اللغة الفرنسية خلال ذلك الشهر، وهو ما يؤكد انه لا مستحيل مع العلم وان الانسان يمكنه تحقيق احلامه.
الرابط المختصر: http://economy-live.com/?p=78404