بعد مسيرة فنية امتدت لأربع سنوات بين المهرجانات الدولية والمحلية، حصد الفيلم المصري القصير “النهاية الأبدية السعيدة” المركز الثاني في مسابقة الأفلام القصيرة الروائية ضمن فعاليات مهرجان Africajarc بفرنسا في دورته السادسة والعشرين لعام 2025. ويعد هذا الإنجاز أول جائزة رسمية للفيلم منذ عرضه الأول عام 2022، ويفتح الباب أمامه لفرص توزيع وعروض سينمائية مرتقبة داخل فرنسا.
انطلقت رحلة الفيلم في القاهرة عام 2022، وشارك في عدد من المهرجانات الدولية من بينها مهرجان Bogocine في كولومبيا، ومهرجان Zimbabwe International Film Festival، ومهرجان Ekurhuleni في جنوب إفريقيا، إلى جانب مهرجان Kursal San Sebastián للأفلام القصيرة في إسبانيا. كما عُرض الفيلم محليًا للمرة الأولى خلال الدورة الأولى من مهرجان الغردقة لسينما الشباب عام 2023.
يحمل “النهاية الأبدية السعيدة” رؤية فنية جريئة تناقش واحدة من القضايا النفسية الأكثر حساسية وانتشارًا في أوساط الشباب، وهي الاكتئاب المقنع خلف مظاهر الحياة المثالية. تدور أحداث الفيلم حول فتاة تعيش وسط أسرة محبة تبدو حياتها من الخارج مثالية، لكنها تعاني داخليًا من نوبات اكتئاب متكررة وشعور دائم بعدم السعادة، لتصل في النهاية إلى اتخاذ قرار صادم يغيّر مسار حياتها.
يتميز الفيلم بأسلوب بصري شاعري وتقنيات مونتاج مبتكرة نجحت في تجسيد الصراع النفسي الذي تعانيه البطلة، ما ساهم في جذب انتباه الجمهور والنقاد خلال عروضه السابقة.
أعرب المخرج وكاتب الفيلم إبرام بولس عن فرحته العميقة بهذا التتويج، واعتبره تتويجًا لمسيرة طويلة من العمل والتحديات. وقال إن الجائزة لا تمثل فقط تقديرًا فنيًا بل هي بداية جديدة للفيلم من خلال خطط توزيع داخل فرنسا، مما يمنحه فرصة أكبر للوصول إلى جمهور أوروبي.
شارك في كتابة الفيلم ماركوس ملك، وأدار التصوير مايكل جميل، بينما قام أرنو دريو بتأليف الموسيقى التصويرية، وتولى هشام إتشاوي وأحمد كوريني مسؤولية الصوت. كما ساهم ماثيو ماجد في تصميم الديكور، وأنطوني عادل في تنفيذ المكياج والمؤثرات الخاصة، وكان المونتاج من توقيع مصطفى صلاح عيسى.
أما البطولة فكانت من نصيب ماري صاموئيل، إلى جانب مجموعة من الفنانين من بينهم أسامة عبد الله وهالة سمير الغول، بالإضافة إلى عدد من الوجوه الشابة مثل كاراس مينا ويوساب مينا ومارك ريمون وساندي جرجس.
ويُعد مهرجان Africajarc منصة ثقافية مهمة تحتفي بالفنون السينمائية والموسيقية والأدبية من إفريقيا ومنطقة البحر المتوسط، ويوفر مساحة لعرض التجارب الفنية المستقلة على الجمهور الأوروبي. ويؤكد فوز الفيلم المصري على الحضور المتنامي للسينما المستقلة المصرية، وقدرتها على تحقيق الاعتراف الدولي رغم التحديات الإنتاجية.
يمثل هذا التتويج خطوة جديدة نحو المستقبل بالنسبة لصناع الفيلم، الذين يطمحون في أن يُسهم النجاح الدولي في جذب فرص أكبر لمشروعات سينمائية قادمة تتناول قضايا إنسانية معاصرة من زوايا إبداعية مختلفة وبأسلوب بصري مميز.
الرابط المختصر: https://economy-live.com/?p=65706