يناقش الوزير الأسبق محمد فايق، كتابه «مسيرة تحرر» بمكتبة مصر العامة بالدقي في السادسة مساء غد السبت، ويتضمن الكتاب 17 فصلا ومقدمة، فضلا عن التقديم بقلم أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد يوسف أحمد.
ويعود فايق من خلال كتابه إلى العصر الذي بلغت فيه مصر قمة أمجادها وعزتها في التاريخ المعاصر؛ فمن على لسان أحد أبرز قادة ورموز الحركة التحررية التي أطلقها جمال عبد الناصر عقب ثورة 23 يوليو 1952، يدون هذا الكتاب أحداث الحركة التحررية الناصرية التي منحت مصرَ مكانة محورية على الصعيد العالمي بعدما فرضت سيادتها وقرارها المستقل على أرضها.
وتولت مصر في الفترة التي يسلط الكتاب الضوء عليها، مهمة دعم واحتضان حركات التحرر والاستقلال في معظم بلدان إفريقيا والوطن العربي، ومساهمتها في تأسيس حركة عدم الانحياز المناهضة للاستعمار على مستوى العالم الثالث ككل.
ويسرد محمد فايق مذكراته في هذا الكتاب لا بوصفه شاهدا على الأحداث التي عرفتها مصر على مدى ستة عقود، بل بوصفه مشاركا في صناعة تلك الأحداث، وبخاصة في الحقبة التحررية في عهد عبد الناصر التي كان محمد فايق أحد أبرز رموزها وأفعلهم في الحلقة الضيقة المحيطة بعبد الناصر.
وبلغ فايق تلك المكانة الكبيرة من خلال المناصب الرسمية الوزارية والسياسية التي شغلها، ومن خلال المهمات التي كلف بها في الداخل والخارج، وبخاصة في إفريقيا، والتي أثمرت الكثير من الانتصارات في معارك الاستقلال الوطني في القارة السمراء.
ولا تتوقف مذكرات فايق في هذا الكتاب عند أحداث الحقبة التحررية الناصرية، بانتصاراتها وانكساراتها، بل تليها حقبة السجن في عهد الرئيس أنور السادات، التي قضى خلالها عشر سنوات من عمره خلف القضبان عقابا على دوره التحرري في الحقبة السابقة، عاصيا الانكفاء عن مواقفه ودوره التحرري الذي عبر عنه من خلف القضبان في حدود الكتابة والتوعية.
كما يشير الكتاب إلى عودة فايق بعد خروجه من السجن لاستكمال مسيرته التحررية في قضايا حقوق الإنسان محليا وعربيا وعالميا، على مدى أكثر من ثلاثة عقود من عمره، حالما في صنع مستقبل أكثر إنسانية لبلده، متخذا من حقوق الإنسان طريقا لبناء دولة أكثر حرية وعدالة ومساواة، يسودها نظام ديمقراطي سليم.