في خطوة تعكس التقدير الإقليمي المتزايد للتجربة المصرية في إدارة الانتخابات، شهدت غرفة العمليات المركزية بـمجلس الشباب المصري زيارات عدد من الشخصيات الدولية الفاعلة في قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، للاطلاع على سير أعمال البرنامج الوطني لرصد ومتابعة الاستحقاقات الانتخابية، الذي ينفذه المجلس بالتزامن مع انتخابات مجلس الشيوخ المصري.
وخلال زيارته لمقر غرفة العمليات، ثمّن السفير محمد عريقات، رئيس المجلس الأعلى للشباب الفلسطيني، الدور المحوري الذي يقوم به المجتمع المدني المصري في مراقبة الانتخابات، مؤكدًا أن ما شاهده من تنظيم وشفافية في إدارة عملية الرصد يعكس تطورًا نوعيًا في تمكين المجتمع المدني، خاصة المنظمات الشبابية، من أداء دورها بشكل مهني وفاعل.
إشادة بمنهجية الرصد ومناخ الانفتاح
وأشار السفير عريقات إلى أن البرنامج الوطني لرصد ومتابعة الاستحقاقات الانتخابية يمثل تجربة إقليمية رائدة من حيث المنهجية المعتمدة، واعتماده على كوادر شابة مدرَّبة تتابع العملية الانتخابية بشكل ميداني وعلى مدار الساعة، وتصدر تقارير موضوعية تستند إلى مبادئ حقوق الإنسان والمعايير الدولية للنزاهة الانتخابية.
وقال:
“ما رأيناه داخل غرفة العمليات المركزية يعكس التزامًا حقيقيًا من الدولة المصرية بتوفير بيئة مفتوحة وآمنة لعمل منظمات المجتمع المدني، ويُظهر قدرة المنظمات الشبابية، وفي مقدمتها مجلس الشباب المصري، على القيام بدورها بكل مهنية وتجرد. إنها تجربة تستحق أن تُنقل إلى باقي الدول العربية، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة.”
وأضاف:
“هذه التجربة لا تقدم فقط مراقبة للانتخابات، بل تُجسّد شراكة حقيقية بين المواطن والمؤسسة، وتؤسس لثقافة ديمقراطية قائمة على التشاركية والشفافية.”
تجربة مصرية تُبنى على الدستور والمعايير الدولية
من جانبه، أكّد الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري، أن هذه الإشادات الدولية تمثل تأكيدًا على جدوى النموذج المصري القائم على المشاركة المجتمعية في الاستحقاقات السياسية، والتي كفلها الدستور المصري في المادة 87، والتي تنص على حق المواطن في الانتخاب والمشاركة في الحياة العامة.
وأوضح ممدوح أن البرنامج الوطني لرصد ومتابعة الاستحقاقات الانتخابية لا يقتصر على الجانب الرقابي، بل يتضمن أيضًا تدريب وتأهيل مئات الشباب من مختلف المحافظات، وبناء قدراتهم على الرصد الميداني، وتحليل المشهد الانتخابي، ورفع التوصيات للجهات المعنية بهدف تحسين العملية الانتخابية وتعزيز الثقة الشعبية بها.
وقال ممدوح:
“نحن لا نقدم فقط رقابة مهنية محايدة، بل نؤسس لجيل جديد من الشباب الواعي بدوره في بناء الديمقراطية. والإشادة الدولية بما نقوم به، وخاصة من قامات مثل السفير محمد عريقات، تؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح نحو نموذج حقوقي ديمقراطي حقيقي نابع من المجتمع ومنفتح على العالم.”
برنامج وطني بأدوات مهنية وحيادية كاملة
يُذكر أن البرنامج الوطني لرصد ومتابعة الاستحقاقات الانتخابية يعمل من خلال غرفة عمليات مركزية مزوّدة بوسائل الاتصال الحديثة، وفِرق ميدانية منتشرة على مستوى الجمهورية، تقوم برصد سير العملية الانتخابية، وتوثيق أي ملاحظات وفق استمارات ومعايير رقابية واضحة، مع ضمان الحياد التام والاستقلال عن أي جهة سياسية.
وقد أبدت عدة جهات دولية ومؤسسات حقوقية وشبابية عربية اهتمامًا متزايدًا بتجربة المجلس في هذا المجال، باعتبارها تجربة قابلة للتكرار في محيط عربي يحتاج إلى تعزيز أطر الرقابة المدنية المستقلة، وتشجيع مشاركة الشباب في الحياة العامة
الرابط المختصر: https://economy-live.com/?p=65608