طور باحثو مايو كلينك استراتيجية اختبار مبتكَرة للكشف عن ورم المتوسطة، قد تسهم في زيادة معدل الكشف عن الحمض النووي السرطاني في الدم. تركز هذه الطريقة على الأقسام المُعاد ترتيبها أو المُبدلة من الحمض النووي في خلايا ورم المتوسطة السرطانية، والتي تُعرف بإعادة ترتيب الكروموسومات.
عبر الكشف عن هذه الأنماط المعقدة من الحمض النووي، بدلًا من الاعتماد فقط على الطَّفرات النقطية الواحدة، قد تتيح هذه الطريقة تشخيصًا مبكرًا وتفتح آفاقًا جديدة للعلاجات المستهدفة.
يقول الدكتور آرون مانسفيلد، اختصاصي الأورام والمؤلف الرئيسي للدراسة في مركز نهج الطب الفردي ومركز مايو كلينك الشامل للسرطان: “نحن نتخطى الحدود لما يمكن تحقيقه في مجال مراقبة الدم”. وأضاف: “إن تحسين معدلات الكشف يمكن أن يوفر رؤى ثاقبة حول مراقبة استجابة المرضى للعلاج، واكتشاف عودة المرض بعد الجراحة”.
ورم المتوسطة هو نوع نادر من السرطان يتطور في الأغشية الرقيقة التي تبطن الصدر والبطن، وينتج غالبًا عن استنشاق ألياف الأسبستوس. توجد هذه الألياف عادةً في مواد العزل، والبلاط الفينيل، ومواد التسقيف، والدهانات.
يتميز ورم المتوسطة بوجود عدد قليل من الطَّفرات الجينية النقطية الواحدة، مما يجعل اكتشافه صعبًا باستخدام اختبارات الدم التقليدية. لكن يتيح إعادة ترتيب الكروموسومات — كتبديل الكلمات في الجملة — هدفًا تشخيصيًا جديدًا. يختلف هذا النوع عن العديد من أنواع السرطان الأخرى التي تعتمد غالبًا على اكتشاف الطَّفرات النقطية الواحدة، وهي تغييرات طفيفة في تسلسل الحمض النووي، كتغيير حرف واحد في كلمة.
في دراسة إثبات المفهوم التي نُشرت في مجلة تقارير وأبحاث طب الأورام الصدري (Journal of Thoracic Oncology Clinical and Research Reports)، استخدم الدكتور آرون مانسفيلد وفريقه تقنية تسلسل الجينوم الكامل لتحديد تغييرات كروموسومية رئيسية في الحمض النووي لخلايا السرطان. ثم صمموا قطعًا صغيرة من الحمض النووي تُعرف باسم التمهيدات (Primers)، لتطابق بدقة هذه التغيرات الكروموسومية وتلتصق بها. وبعد ذلك، بحثوا عن هذه التغيرات في الدم.
أتاحت هذه المجموعة من الأدوات المتقدمة للباحثين تصميم اختبارات مخصصة للكشف عن الحمض النووي السرطاني وتتبع وجوده في دم كل مريض.
تستند هذه النتائج إلى الأبحاث السابقة للفريق حول ورم المتوسطة، والتي تضمنت دراسة حددت توقيعًا جينيًا يساعد في التنبؤ بالمرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من العلاج المناعي. كما أوضحت أبحاث الدكتور مانسفيلد السابقة أن إعادة ترتيب الكروموسومات تحمل إمكانات مولدة للمستضدات الجديدة، مما يعني قدرتها على مساعدة الجسم في توليد استجابة مناعية ضد الخلايا السرطانية.
يخطط الفريق لتوسيع نطاق هذه الدراسة لتشمل عددًا أكبر من المرضى، مع تحسين طريقة الاختبار بشكل إضافي.