قال كينجسلي موجالو، رئيس المدرسة الأفريقية للحوكمة (ASG)، إن إنشاء المدرسة جاء بمبادرة من عدد من رؤساء الدول الأفريقية، استجابةً لتحدٍ جوهري تعاني منه القارة، يتمثل في غياب القيادة الرشيدة وضعف منظومات الحوكمة.
وأوضح موجالو، خلال كلمته في قمة FDC، أن المشكلة الحقيقية التي تواجه أفريقيا ليست في نقص الموارد أو الكفاءات، بل في غياب أنظمة سياسية واقتصادية فاعلة تحقق الاستقرار والنمو، قائلاً: “التمويل موجود، والعقول موجودة، لكن غياب الحوكمة يحرمنا من التقدم”.
وأشار إلى أن القارة الأفريقية، رغم كونها مهد الحضارات، وأرض مصر – أقدم حضارة معروفة – فإنها اليوم تُعد الأفقر عالمياً، والسبب لا يعود إلى نقص الإمكانيات بل إلى ضعف الإدارة.
وتابع موجالو: “الحوكمة تعني القدرة على التخطيط والإنتاج، وتعني خلق نظم قادرة على التنبؤ بالمستقبل وتوجيه الاقتصاد نحو النمو. إن لم تهتم أفريقيا بالحوكمة، فستظل متأخرة عن ركب التقدم”.
ونوّه إلى أن نحو 70% من سكان القارة هم من الشباب، إلا أن جزءاً كبيراً منهم يواجه البطالة وغياب فرص التعليم، مؤكداً أن مستقبل القارة مرتبط بتمكين هذا الجيل عبر التعليم والتكنولوجيا، وخاصة النساء، باعتبارهن مفتاحاً لضبط النمو السكاني وتحقيق التنمية.
وأضاف أن متوسط معدل الخصوبة في أفريقيا يبلغ خمسة أطفال لكل امرأة، مشدداً على أن القارة بحاجة إلى التعلم من التجربة الآسيوية في تحقيق التوازن بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي.
وحول دور المدرسة الأفريقية للحوكمة، قال موجالو: “نحن هنا لنُعلم الأجيال كيف نبني أفريقيا التي نريدها، وفق سياقها المحلي. الخريجون من جامعتنا سيملكون المهارات والعقلية اللازمة لقيادة القارة وتجاوز تحدياتها”.
وتابع: “لن نتوقف عن الحديث عن الفرص. أفريقيا لن تنتظر أحداً، لا ترامب ولا غيره، بل ستتعاون مع الجميع — الأوروبيين، الصينيين — لتأخذ مكانها تحت الشمس”.
ولفت موجالو إلى أن التكنولوجيا ستكون حجر الأساس في مستقبل القارة، قائلاً: “علينا أن نعيد التكنولوجيا إلى أفريقيا، لا أن ننتظرها من الغرب. شبابنا يملكون المهارات، والصناعات العالمية تعتمد على كفاءات أفريقية بالفعل”.
وكشف موجالو أن رسوم الدراسة في الجامعة تبلغ 15 ألف دولار سنوياً، وتوفر تجربة فريدة من نوعها تشمل التواصل المباشر مع قادة دول ورؤساء، مضيفاً أن باب التقديم لبرامج الماجستير في إدارة الأعمال مفتوح حالياً، ومن المرتقب الإعلان عن نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية قريباً، والذي سيكون مصرياً.
وختم موجالو بدعوة صريحة لمصر لترشيح 10 طلاب للانضمام إلى الجامعة قبل نهاية مايو، قائلاً: “نؤمن بعمق مصر وإمكاناتها، ونأمل أن تعمل معنا لبناء مستقبل أفريقيا. في غضون 10 سنوات، سنخلق جيلاً من القادة قادرين على تحويل السياسات إلى واقع ملموس، وتحقيق نهضة شاملة للقارة”.