أكد المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، أن قمة تكني القاهرة 2025 وإطلاق النسخة الأولى من “أسبوع الابتكار في مصر” يشكلان محطة مهمة في مسار التحول الرقمي، وفرصة حقيقية لترسيخ مكانة مصر كمركز عالمي للابتكار وريادة الأعمال.
وأوضح الظاهر، في كلمته خلال افتتاح القمة، أن انعقاد الفعاليات داخل قصر غرناطة التاريخي يعكس الجمع بين الأصالة والتجديد، مشيرًا إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نجحت في تحويل عدد من المعالم التراثية إلى منصات للإبداع التكنولوجي، مثل قصر السلطان حسين كامل الذي تحول إلى مركز كريتيفا لخدمة الشباب ورواد الأعمال.
وقال: “قمة تكني ليست مجرد احتفالية بالتكنولوجيا، بل هي فرصة عملية للشباب لتحويل أفكارهم إلى مشروعات قابلة للتنفيذ، وللمستثمرين لاكتشاف حلول مبتكرة، وللحكومة لتعزيز موقع مصر كمركز إقليمي وعالمي للابتكار التكنولوجي.”
أشار الظاهر إلى أن إيتيدا تعمل على استراتيجية متكاملة لبناء القدرات البشرية، موضحًا أن مصر تخرج سنويًا نحو 760 ألف شاب، بينهم عشرات الآلاف من الموهوبين في مجالات الهندسة والتكنولوجيا. وأكد أن دور الهيئة يتمثل في تهيئة هؤلاء الشباب عبر مسارات متنوعة تشمل الالتحاق بالشركات، ممارسة العمل الحر، أو تأسيس شركات ناشئة.
وأضاف أن شبكة مراكز “CREATIVA” توسعت من 3 مراكز في 2016 إلى 18 مركزًا حاليًا مع خطة للتواجد في كل محافظة، وأصبحت منصة رئيسية لاكتساب المهارات وبناء الصلات مع المستثمرين. كما استقطبت مصر شركاء عالميين مثل Plug and Play وGlobal 500 لإدارة هذه المراكز ودعم الشركات الناشئة.
وكشف الظاهر عن تطوير برنامج “Start IT” ليمنح الشركات الناشئة دعمًا يصل إلى 480 ألف جنيه، إلى جانب حزم خدمات سحابية بقيمة 10 آلاف دولار من AWS. كما أطلقت الهيئة برنامج “Creativa Incubation Program” لدعم الشركات الناشئة ماليًا وفنيًا بما يصل إلى 360 ألف جنيه، إضافة إلى برنامج “ITIDA Creativa Tech Launchpad” الذي يركز على التدريب وصياغة خطط العمل.
وأشار إلى أن هذه الجهود أثمرت عن تدريب أكثر من 30 ألف شاب في 2025 فقط، بينهم 6700 في مجال العمل الحر، كما دعمت الهيئة أكثر من 5300 رائد أعمال واحتضنت 790 شركة ناشئة.
وأكد أن القاهرة دخلت للمرة الأولى قائمة أكبر 100 تجمع علمي وتكنولوجي وفق مؤشر الابتكار العالمي 2025، محتلة المركز 83 عالميًا، كأول مدينة عربية وإفريقية تحقق هذا التصنيف، وهو اعتراف عالمي يعكس نضج المنظومة المصرية وقدرتها على المنافسة.
وشدد الظاهر على أن رؤية مصر لا تقتصر على الاقتصاد الرقمي الحالي، بل تشمل الاستثمار في البنية التحتية للتقنيات العميقة مثل معامل المايكرو إلكترونكس، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، ومركز الابتكار في الجيل الصناعي الرابع، ما يتيح للشركات تطوير منتجات موجهة للأسواق العالمية.
كما ثمّن الظاهر التعاون مع السويد، باعتبارها من أكثر الدول ابتكارًا عالميًا، مؤكدًا أن هذه الشراكة تعزز تبادل الخبرات وتفتح مجالات جديدة أمام الشباب والشركات المصرية.
اختتم الظاهر كلمته بالتأكيد على أن مصر تمر بمرحلة غير مسبوقة من النمو في قطاع ريادة الأعمال، وأن تحويل هذا الزخم إلى نتائج مستدامة يتطلب نشر فرص الابتكار في المحافظات، وزيادة التمويل المبكر، والاستثمار في التقنيات العميقة.
وقال: “قصر غرناطة، وهو يحتضن فعاليات أسبوع الابتكار، يذكرنا بأن الحاضر والمستقبل لا يُصاغان فقط بما نرثه من الماضي، بل بما نبتكره ونصنعه معًا. فكل فكرة يمكن أن تتحول إلى قصة نجاح عالمية، وكل رائد أعمال هو شريك في بناء مستقبل مصر الرقمي.”
الرابط المختصر: https://economy-live.com/?p=74521
