أعلنت شركة F-TEX الصينية عن تدشين مشروعها الجديد في مصر، ليكون أول مصنع تابع لها في القارة الإفريقية، ويمثل نقطة انطلاق استراتيجية ضمن مبادرة “الحزام والطريق” لتعزيز التعاون الصناعي بين مصر والصين، خاصة في مجال تكنولوجيا النسيج المتطورة.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة F-TEX خلال مراسم الإعلان عن المشروع: “نشهد اليوم لحظة وضع حجر الأساس لمشروع F-TEX في مصر، حيث نعيد ربط خيوط النسيج بين بلدينا، في تجسيد حي للتاريخ المشترك الذي يعود إلى أكثر من 4000 عام، حين كانت مصر الفرعونية تنسج الكتان، وكانت الصين موطن صناعة الحرير. واليوم نعود إلى مصر بتكنولوجيا متقدمة، لمواصلة نسج الحرير بخبرة وجودة عالية.”
وتُعد الشركة الأم الصينية إحدى المؤسسات الوطنية الرائدة في مجال تكنولوجيا النسيج، حيث تنتج سنويًا نحو 180 ألف طن من منتجات النسيج، وحققت في عام 2023 إيرادات تجاوزت 763 مليون دولار. ويُعد المشروع الجديد في مصر خطوة توسعية تهدف إلى تحويل البلاد إلى مركز إقليمي لتصدير منتجات النسيج الدقيقة إلى الأسواق العالمية.
ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ المشروع في أغسطس 2025، على أن ينطلق الإنتاج الفعلي في فبراير 2026. وتبلغ قيمة الاستثمارات المخصصة للمشروع نحو 30 مليون دولار، وسيحقق المصنع عند تشغيله الكامل إنتاجًا سنويًا يُقدر بـ 130 ألف طن، بإيرادات سنوية مستهدفة تصل إلى 150 مليون دولار.
وأوضح رئيس الشركة أن المشروع سيسد فجوة واضحة في السوق المصرية تتعلق بإنتاج مركبات النسيج الدقيقة، وسيوفر بدائل محلية ذات جودة عالية. كما سيعتمد المصنع في استراتيجيته التصديرية على موقع مصر الجغرافي المتميز وقربه من قناة السويس، لتوصيل المنتجات بسهولة إلى مختلف الأسواق العالمية، تحت شعار “صُنع في مصر”.
وأكد المسؤول الصيني أن المشروع يعتمد على دمج الخبرات التكنولوجية الصينية مع الكفاءات والمهارات المصرية، مشيدًا بالدعم الذي قدمته الحكومتان المصرية والصينية لإنجاح هذه الشراكة الصناعية، ومعتبرًا أن “الانطلاقة القوية لهذا المشروع لم تكن لتتحقق دون هذا التعاون المثمر.”
ويأتي المشروع ضمن موجة من الاستثمارات الصناعية الأجنبية في مصر، مع تركيز متزايد على القطاعات التصديرية التي تدعم الاقتصاد الوطني وتُعزز من تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية.
الرابط المختصر: https://economy-live.com/?p=64714